الأحد، 5 أغسطس 2012

كفيفات ولكن !

كيف تنتقى ملابسها ؟
كيف تذهب للسوق؟
كيف تدرس؟
كيف تمشى فى الشارع؟  
باختصار كيف تحيا؟؟؟
كانت كل تلك الاسئله واكتر تمر بخاطرى
تجاه فتاه رأيتها تغنى

كانت تغنى فى حفله قد اقامتها مدرستها  بجامعة القاهره 
كانت مدرسه للمكفوفين
نعم انها كفــيــــــــفه!
وجميله ايضا كما كانت تبدو امامى تقف وامامها مايكروفون تغنى وصوتها غايه فى الجمال ترتدى القميص الابيض والجيب الكحلى وقد خمنت انها بالثانويه العامه وتمنيت لو يحالفنى الحظ واتحدث معها واطرح عليها اسئله عن حياتها  لا حصر لها وبينما انا استمع اليها اذا بها الاغنيه تنتهى سريعا وتأتى مشرفه تساعدها فى نزول درجات السلم و و و لن تتوقعو ماحدث ؟؟؟  لقد وجدتهما يتجهان  نحوى مباشرة ويقتربا اكثر واكثر شىء عجيب !!
لقد وجدت المشرفه تطلب منى ان اجلسها جوارى حيث المقعد الخالى 
يااااا اللــــــــه!!
جميل جدا ان تتمنى شىء والقدر يساعدك عليه
سلمت عليها وعرّفتها على نفسى واخبرتنى ان اسمها امنيه ورحبّت بالحديث معى
ولكن فجأه سمعنا صوت عزف على العود ورأيتها سعيده جدا تطلب منى ان اتركها قليلا ونكمل حديثنا لاحقا
حتى تستمع الى عزف صديقتها التى اعتلت المسرح

وكانت ترتدى نفس الزى وكانت تعزف على العود لحن حزين جدا وتساءل عقلى تُرى هل ذلك الحزن يخرج من العود ام من قلب فتاه لا تستطيع ان ترى الا لوحه سوداء موضوعه امام اعينها طوال كل تلك السنوات الماضيه فملأت حياتها هماً وحزناً واسفاً 
ولما لا فنحن حين ينقطع التيار الكهربائى تتوقف حياتنا اشغالنا مذاكرتنا بل لا نستطيع الحركه فى الغرفه التى نعلم تفاصيلها جيدا ونحفظها عن ظهر قلب ولم تلبث ان تمضى الدقائق حتى انتهت صديقة امنيه من العزف 
وأتت بها المشرفه ايضا فى اتجاهى و اجلستها جوار امنيه ورأيتهم يبتسمون وسعداء جدا يتحدثون حول ادائهم على المسرح وقالت امنيه: انها صديقتى ورده
 فقلت لها :اهلا يا ورده انا سعدت بسماع عزفك كم كنتِ رائعه 
وعدت سريعا الى امنيه لنكمل حديثنا
 وسألتها: كيف هى حياتك 
 قالت :يا عزيزتى نعيش حياه عاديه جدا نؤدى الصلاه ونستمع للقران  وندرس فالله من علينا بنعم كثيره فاذا كنا فقدنا البصر فان لدينا حاستى السمع واللمس نعتمد عليهم ونحيا بهم
 أنا الان بالصف الثالث الثانوى وحصلت فى العام الماضى على 95% وانوى ان احصل هذا العام بمشيئة الله على نفس النتيجه او ازيد عليها فانا ارغب ان ادخل كليات القمه ولما لا فأنا سمعت عن طبيبه لا ترى فلماذا لا اقتدى بها؟
 تعجبت كثيرا من قولها
 وقولت لها: كيف تدرسين وتذاكرين دروسك
 قالت: بطريقة برايل ولدينا حاسب الى فى المدرسه وفى المنزل ندرس عليه ايضا
 قلت لها: كيف ذلك انتى لا تستطيعين ان ترى الماده كيف تحركين الفأره وتختارى الاقسام ان هذا شاق جدا عليكى ولكنها فاجأتنى جدا بالرد حيث اخبرتنى انها تدرس عليه بسهوله  وتدخل على الانترنت ولديها منتديات ناجحه جدا بل وحساب على الفيس بوك .
!!!!! لم اصدق ما اسمع
 وقولت لها: احقاً ما اسمع أتفعلين كل هذا؟!
ابتسمت امنيه واستطردت الحديث واخبرتنى ان هناك برنامج ناطق على الحاسوب يقرأ كل كلمه تقف عليها بالفأره 
فتستطيع ان تعرف كل ما على الشاشه دون ان تراها
وهنا قاطعتها ورده وهيا تنظر نحوى وعينها بأعينى وكأنها ترانى قائله:     
مثلنا مثلكم تماما ولكن كل الفرق انكم تعتمدون على العين ونحن نعتمد على الاذن.
 لقد شعرت للحظات انها ترانى فقمت بتحريك يدى امام اعينها للاسفل والاعلى حتى اتأكد وشردت قليلا وقولت فى نفسى لماذا يشوه الاعلام شكل المكفوفين وطريقة كلامهم وحركاتهم ونظراتهم؟ انها تتحدث معى كأى انسانه عاديه وبينما هى تتحدث سمعنا رنة هاتف امنيه

 فقولت لها: لماذا لا تردين
 قالت:انه رقم غريب وانا لا ارد على الارقام الغريبه.
وبعد دقيقه رن هاتفها مره اخرى ورأيتها سعيده هذه المره
 وقالت : انها امى على الهاتف انتظروا دقيقه
وقامت بالرد عليها وطمأنتها ان الحفله  تسيرعلى مايرام وانها اوشكت على الانتهاء وستعود للمنزل فى الموعد المحدد ان شاء الله

وعادت للحديث معنا 
قولت لها: كيف تتعاملين مع الهاتف
قالت: انه البرنامج الناطق الذى حدّثتك عنه موجود هنا ايضا يقرأ كل كلمه اقف عليها وعندما يرن الهاتف يقرألى اسم المتصل و. . .
هنا قاطعتها ورده مره اخرى قائله: يا عزيزتى اننا نعيش سعداء نعيش مثلكم تماما نستطيع ان نفعل اشياء انتم المبصرون لا تستطيعون فعلها ولكن كل ما يضايقنا هو نظرة المجتمع الينا على اننا عاجزين يائسين تنظرون الينا نظرة عطف وشفقه نحن لا نرى تلك النظره ولكننا نشعر بها جيدا 
انها نظره مزعجه حقا
وتحزننا كثيرا.
واستطردت حديثها قائله: 
 ان لى اخا يستطيع العمل على الحاسب جيدا والرد على الهاتف والحديث بلباقه وتقدم الى وظائف عده ولكن اصحاب الوظائف لا يريدون قبول شخص ضرير فى العمل
 كيف له ان يحيا ؟ولماذا تعلم اذاً؟ ومن اين يحصل على المال؟
هل سيعجبكم اكثر حين يتسول فى الشوارع مستغلا فقدان بصره كى تشفقون عليه ؟! يا عزيزتى  انتم من تبعثون علينا بالحزن وليس فقدان البصر

وهنا جاءت المشرفه وقالت لهم: علينا الرحيل فقد جاءت الحافله لتنقلنا هيا بنا

وهنا قالت امنيه وورده: لقد استمتعنا بالحديث معك
قلت لهم:وانا ايضا سعدت جدا
واعطتنى امنيه رقم هاتفها وطلبت منهم صوره تذكاريه قبل الرحيل ووقفنا لالتقاط الصوره

 وودعت امنيه وورده 
وظلّت تتردد على اذنى اخر كلمات قالتها ورده لى
"انتم من تبعثون علينا بالحزن وليس فقدان البصر"

 نعم نحن من نبعث عليهم بالحزن وليس فقدان البصر

انها قصه حقيقيه لورده وامنيه 
وقد حدثت معى بالفعل وليست من وحى الخيال


بقلم نسمه عزت 

هناك 4 تعليقات:

نهله ماهر ثقافيه يقول...

الله يا نسمه قصه غايه ف الروعه .. ابدعى يا حلوتى .. واجمل حاجه فيهم ثقتهم بنفسهم وايمانهم بذاتهم وربنا يوفقهم ف طريق النجاح وتكون نظرة المجتمع ليهم افضل من كده

retal يقول...

فعلا يانسمة هناك من قد فقدوا حاسة البصر ويعيشون حياتهم بصورة طبيعية جداا وهناك من فقدوا حاسة السمع وايضا يعيشون حياتهم بصورة طبيعية
واحب اقول شىء ان من يأخد الله منة شىء يعطية شىء اخر بمقابلة قد يكون غالبا الذكاء
ولي صديقة لا تسمع ومن حولها يشهدون لها بالذكاء والتفوق الدراسى

دينا عماد يقول...

بجد بجد ب الله عليكى وعلى جمال قصتك
اولا الصياغة حلوة جدا ومشوقة تجبر القارئ على قرائتها
ثانيا من خلال موقف يومى قدمتى قصة وضحتى فيها طريقة حياة المكفوفين وكتير مننا ميعرفهاش وده يدل على موهبتك وان القصة فيها فايدة
ثالثا قشعرت وعيونى دمعت ساعة التقاط الصورة معرفش ليه
رابعا استمتعت بقرائتها
خامسا استمررررررررررى

غير معرف يقول...

ومازلت استمتع بابداعاتك بجد وحشتني